جورج سوروس يُمَوِّلُ توطين النازحين

عاجل

الفئة

shadow
 
بقلم علي خيرالله شريف

جورج سوروس، الملياردير الصهيوني الشهير، أحد أعمدة النيوليبرالية والـمُمَوِّل لمئات جمعيات المثليين وجمعيات الـ  NGO’s عبر العالم، والفاعل الأساسي في تدمير العالم العربي وتشريد العرب، يخصص أموالاً وفيرة منذ عدة سنوات لتدريب السوريين على البقاء في لبنان(ورد ذلك عام 2019 في كتاب "فرنسا والناتو في سوريا، التضليل الكبير" للدبلوماسي الفرنسي رولان أورو، وورد في كتابات عديدة لِكُتَّاب غربيين). وما زال سوروس يتابع خطته بالتعاون مع الدول الغربية، لتثبيث النازحين السوريين في لبنان، بالتمويل وفتح المدارس وتأمين مقومات البقاء لهم. مع العلم أن تثبيت النازحين السوريين في لبنان، ليس في مصلحتِهِم ولا في مصلحة اللبنانيين، وحتما هو مصلحة كبيرة للدول التي تنفذه، وهو يندرج ضمن الخطة الغربية الصهيونية لتفتيت العالم العربي من خلال الحروب التي يُشعلونها فيه(وآخرها في السودان حالياً)، ورمي الشعوب العربية في متاهات الضياع. 
إن توطين السوريين في لبنان، كما توطين الفلسطينيين، هو من الخطط التي يعملون على تنفيذها بكل عناية، ويُسَخِّرونَ من أَجلِها كُلَّ مُنظَّماتِ الأُمَمِ الـمُتحِدة وكُلَّ مَحاكِمِها الدولية، ويضع وزراء خارجية الدول الغربية ذلك هدفاً أول في حركتهم الدبلوماسية وفي أجندتهم المكتوبة في الدوائر الـمُظلمة. وآخر خبائث الأمم المتحدة منذ أيام، كان رفض مفوضية اللاجئين طلب لبنان تسليمه داتا النازحين السوريين على أرضه. وطبعاً هو لن يستطيع إلزامها بتقديم تلك الداتا له حتى ولو ملأ الدنيا صراخاً وعويلاً. 
في ظل التجاذبات والضغوطات من منظمة الأمم المنحازة(وليست المتحدة) وقرارات الاتحاد الأوروبي، شريكها في ما يُحاكُ لبلداننا، لن يتم حل قضية النازحين السوريين، إنما يمكن حلها عبر مسألتين اثنتين:

1. أن يتخلَّى اللبنانيون عن تبعيتهم وعنادهم، ويجلسوا مع السوريين على طاولة المفاوضات لحل تلك الأزمة.

2. أن يتخذ النازحون السوريون قراراً وطنياً جريئاً بالعودة إلى بلادهم، ويرفضوا الإملاءات الصهيوأميركية عليهم.

وهنا نتمنّى على الأخوة النازحين أن يسألوا أنفسهم لماذا تتمسك الدول الغربية والمنظمات المسماة إنسانية، ببقائهم في لبنان وغير لبنان؟ ولماذا تقدم لهم الإغراءات والتدريبات والتسهيلات، وتُخَوِّفُهُم من العودة إلى بلادهم؟
أليست تلك المنظمات الدولية نفسها هي التي فاحت منها روائح الفضائح في محاصرتهم ومحاصرة الشعوب ومعاقبتها اقتصادياً بذرائع واهية كاذبة، حتى أذاقت النازحين واللاجئين الموت والذل والغرق في البحار والأنهار والبراري؟

الأمر يحتاج إذَن إلى قول كلمة لا لأميركا والغرب، الذين يريدون إبقاءهم نازحين ومشردين في لبنان والعالم، وهم في الحقيقة لا يضمرون لسوريا والعالم العربي وشعوبه سوى الدمار والشر المستطير.
فليتخذوا قرارهم بالعودة إلى بلادهم إن أرادوا أن يسجلهم التاريخ بين الشعوب الأكثر وعياً وإدراكاً ووطنية.

أما في لبنان؛ فمتى يستيقظ المعارضون للحوار مع الدولة السورية من سُباتِهِم العميق، ومن خضوعهم لإملاءات المنظمات الدولية المتآمرة على لبنان؟
أليس من الأفضل للبنانيين بكل مشاربهم وتوجهاتهم أن يتوجهوا إلى الحوار مع الدولة السورية بهدوء وعقلانية، وأن يتعاملوا مع النازحين بعيداً عن التوتر والتشنج والعنصرية، لكي يتم حل القضية بقرار مشترك لبناني سوري؟ 
ألا نستطيع بالهدوء والحوار والروية والانفتاح، أن نضع حداً للتدخلات الغربية في شؤوننا ونُفشِلَ مخططاتهم؟
ألسنا نحن والسوريين أصحاب الشأن وأم الصبي؟
ألم يحن للشعوب العربية أن تستيقظ من سباتها، وتفهم ما يحل بها من تمزيق وقتل وفتن؟
ألم تفهَم شعوبنا بعد حقيقة ما يجري تحت مسمى الربيع العربي وتحت مسميات الحرية والديمقراطية المخادعة؟ ألم تفهم أن الحريق المندلع اليوم في السودان هو أحد ملاحق الربيع العربي، وأن لبنان موجود على نفس الأجندة؟

من المعروف أن الدولة السورية قَدَّمَت كُلَّ الضمانات لِتُطمئِنَ النازِحين إِن عادوا إلى بلَدِهِم؛ قَدَّمت لهم ضماناتِها الأمنية وأصدرت قوانين العفو العام عن المذنبين منهم، وفتحت للجميع أبواب المساهمة في إعادة إعمار بلدهم... يبقى أن نرى النخوة الوطنية تستيقظ في نفوس النازحين لنجدة بلدهم وترميم ما تصدع من وحدتِهِم الوطنية، وإيقاظ مشاعر التسامح بينهم بما يعيد سوريا كما كانت بعروبتها الأصيلة وموقعها التاريخي، قلباً لجميع العرب وللعروبة الحقيقية، وقبل كل شيء قلباً دافئاً لكل أبنائها.
كفى أن نبقى دمىً بيد جورج سوروس وبيد زنادقة الغرب والصهاينة. 

الجمعة 28 نيسان 2023

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة